اياد المشرف
البلد : الجزائربلد الشهداء عدد المساهمات : 114 نقاط : 401 تاريخ التسجيل : 25/03/2010 العمر : 32 المزاج : راااااااااايق
| موضوع: إتق الله حيثما كنت الأربعاء 21 أبريل 2010 - 14:06 | |
|
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد : من الوصايا النبوية الكريمة قوله صلى الله عليه وسلم " اتق الله حيثما كنت , واتبع السيئة الحسنة تمحها, وخالق الناس بخلق حسن " رواه الترمذي وقال حسن صحيح . أما الوصية بتقوى الله فهي وصية الله للأولين والآخرين كما قال تعالى { ولقد وصينا الذين أوتو الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله } وقد أمر الله بها الناس جميعاً مؤمنهم وكافرهم فقال { يا أيها الناس اتقوا ربكم } وأمر الله بها المؤمنين خاصة فقال { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } . وأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن كثيرة ومن آخر ما أوصى بها في آخر أيام حياته حين وعظ أصحابه ثم وصاهم فقال " أوصيكم بتقوى الله " . وتقوى الله كلمة جامعة تجمع الدين كله لأن معناها أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر الله وترك ما نهى عنه . فعلى المسلم أن ينجو بنفسه من عذاب الله لأن عذابه أليم وأخذه شديد وقد أعد ناراً حامية لمن عصاه , وصف الله أهوالها في كتابه وصفاً تنخلع له قلوب المؤمنين الصادقين , ومن نجا من عذاب الله فاز بالجنة دار السلام التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . ومن تقوى الله تكون باجتناب الشرك وإخلاص العبادة لله فمن لقي الله على التوحيد والبراءة من الشرك سلم من الخلود في جهنم ولو دخلها ببعض ذنوبه . أما من لقي الله بالشرك الأكبر , من لقي الله وهو يعبد مع الله إلها آخر فإنه من أهل النار الذين هم فيها خالدون قال تعالى { إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } . ومن هذا الشرك ما يفعله كثير من المنتسبين للإسلام أسأل الله لي ولهم الهداية من دعاء أصحاب القبور والأولياء والأضرحة والاستغاثة بهم وطلب المدد منهم لأنهم صرفوا لب العبادة وخلاصتها الذي هو الدعاء إلى غير الله . ومن أعظم ما يتقى الله به لزوم السنة واجتناب البدع والمحدثات فالبدع من أخبث الذنوب وأبشعها لأن أصحابها لا يتوبون منها وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " . وقد ظهرت البدع في كثير من بلاد المسلمين , حتى حسبوها من دين الله ومن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ودين الله منها براء فمنها : الاحتفال بالمولد النبوي , والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ومنها تخصيص رجب ببعض العبادات كصلاة الرغائب والعمرة الرجبية , والدعوة إلى الله بالأناشيد الملحنة ، والتمثيليات . إلى غير ذلك من البدع والمحدثات التي زينها الشيطان لكثير من المسلمين فتقربوا بها إلى الله وما تزيدهم من الله إلا بعداً . ومما يتقى به الله فعل الواجبات وترك المحرمات ورأس الواجبات بعد الشهادتين الصلوات الخمس وأداء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت , وأداء الصلاة مع الجماعة لمن كان من أهلها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك مما أوجبه الله على عباده وجوباً عينياً ثم ما أوجبه وجوباً كفائياً . ومن أعظم المحرمات بعد الكفر قتل النفس التي حرم الله بغير حق وعقوق الوالدين والزنا واللواط وشرب الخمور وقطيعة الرحم والسرقة والزور وغير ذلك مما ثبت تحريمه في كتاب الله أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ومما يكمل به التقوى التنزه عن المكروهات والمشتبهات والإكثار من نوافل العبادات كنوافل الصلاة والصدقة والصوم وغيرها مما ندب الله إليه وحث عليه في كتابه أو في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم . فعلى المسلم أن يتقي الله حيثما كان في سر أو جهار ، في ليل أو نهار فإن الله مطلع عليه لا يغيب عنه من أمر عبده شيء وذلك بفعل ما أمر به قدر الاستطاعة وترك المحرمات تركاً نهائياً قاطعاً , لقوله صلى الله عليه وسلم " ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم " متفق عليه . ثم لما كان من شأن المكلف الوقوع في المعصية قال صلى الله عليه وسلم " وأتبعِ السيئة الحسنة تمحها " . فمن رحمة الله أن يسر لعباده المكفرات التي يكفر بها ذنوب عباده مهما عظمت , فالإسلام يهدم الكفر وما عمل فيه صاحبه من الموبقات , والتوبة الصادقة تهدم ما قبلها من الذنوب , والحج المبرور يهدم ما كان قبله والصلوات الخمس والعمرة إلى العمرة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر والحسنة الواحدة يمحو الله بها ما شاء من صغائر عبده , ومن فضل الله أن العبد إذا تاب وأناب إلى ربه غفر له سيئاته ثم أبدلها له حسنات فالحمد لله على فضله وجوده وكرمه . إخوة الإيمان : إن الكبائر تكفر بالتوبة النصوح وهي ما توفر فيها ثلاثة شروط : الإقلاع عن المعصية , والندم عليها , والعزم على عدم العودة إليها , فإذا كانت تتعلق بحقوق الآدميين فلابد من شرط رابع وهو رد المظلمة إلى أصحابها أو استحلالهم منها . والحسنات ماحيات للصغائر بشرط اجتناب الكبائر لدلالة النصوص على ذلك ومنها قوله تعالى { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } . فبادروا إلى التوبة من كل ذنب فإنها واجبة وهي سبب الفلاح قال تعالى { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار } . واستكثروا من الحسنات فإنها رافعة للدرجات ماحية للسيئات . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .. الوصية الثالثة التي اشتمل عليها الحديث الكريم الوصية بحسن الخلق في التعامل مع الناس فقال " وخالق الناس بخلق حسن " فما أعظم هذا الحديث وما أجل قدره حيث وضح للمسلم كيف يتعامل مع الخالق ثم كيف يتعامل مع الخلق . عباد الله : إن دين الإسلام معني عناية فائقة بقضية الأخلاق حتى قال صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" وفي رواية "مكارم الأخلاق " . فجاءت الشريعة بالدعوة إلى محاسن الأخلاق , والتنفير من مساوئها , وقد رتب الله على حسن الخلق الأجر العظيم والثواب الجزيل ومما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا " أن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً " رواه الترمذي وابن حبان . وقال صلى الله عليه وسلم " ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذيء " رواه الترمذي وقال حسن صحيح . ومحاسن الأخلاق كثيرة ومنها : طلاقة الوجه وإفشاء السلام والسخاء والصدق والوفاء والأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار وتفريج الكربات وعيادة المرضى وشهود الجنائز وتعزية المسلم في المصيبة وتهنئته بما يفرحه في غير معصية ومن الكلمات الجامعة في حسن الخلق أن تعامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به . ومن حسن الخلق كف الأذى عن الناس وهذا إذا لم تستطع أن تحسن إليهم فلا أقل من أن تكف أذاك عنهم فلا تعتدي عليهم في نفس أو عرض أو مال لا بأذى حسي ولا بأذى معنوي ومن كف أذاه عن الناس كتبت له صدقة . فعلى المسلم أن يتحلى بمكارم الأخلاق ومحاسنها وأن يطهر نفسه من رذائل الأخلاق وقبائحها حتى يكون نموذجاً مشرفاً تتجلى في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته عظمة الإسلام وجلاله وحسنه . وحتى يكون يوم القيامة من أصحاب الدرجات العلى وذلك يسير على من يسره الله عليه .
| |
|