فِي لَحْظَةِ يَأْسٍ وَمَرَض

عَلَى كَـفِّ عَفْـرِيْتٍ رَأَيْتُ حَيَـاتِيَا

........................ وَفِي مَـاءِ نَـارٍ قَـدْ أَذَبْتُ الأَمَـانِيَا

تَـدُوْرُ الليَـاليْ حَامِـلاتٍ بكَـفِّـها

....................... هُمُـوْمَاً وأَوْجَـاعَـاً تُذِيْـبُ فُـؤَادِيَا

تَرُوْحُ وَتَغْـدُو وَالأَسَى يَتْبَـعُ الأَسَى

....................... تَـدُقُّ وَتُـدْمِـيْ رَائِحـاتٍ غَـوَادِيَا

أُحِـسُّ إذا مَا الليْـلُ أَرْخَـى سِتَارَهُ

..................... بِـأَنَّ هُـمُـوْمَ الـكَـوْنِ تَجْثُـو أَمَامِيَا

وَتَدْنُـو رُوَيْـدَاً نَحْوَ قَلْبِيْ تَضُـمُّهُ

..................... وَتَسْـقِيْـهِ مِنْ يَنْبُوْعِـهَا السُّـمَّ صَافِيَا

وَحِيْنَ يَرَانِـي النَّـاسُ أُقْبِلُ بَاسِـمَاً

..................... يَقُـوْلـوْنَ : مَسْـرُوْرٌ وَمَـا ذَاقَ كَاوِيَا

وَلا هَـمَّ إلا أَنْ يُغَنِّـيْ قَصَـائِـدَاً

....................... وَلا هَــمَّ إلا أَنْ يَـصُــوْغَ القَوَافِيَا

وَبَعْضُ قَصَـائِدِيْ إِذَا هِيَ أُنْشِـدََتْ

..................... رَأَيْتُـمْ عُيُـوْنَ النَّـاسِ صَارَتْ سَوَاقِيَا

أَيَا مَـنْ تُثِيْرُ القَـوْلََ لَيْتَـكَ عَـالِمٌ

...................... بِمَا فِيْ نُفُـوْسِ النَّـاسِ كُنْتَ المُؤَاسِيَا

وَلَوْ كُنْتَ تَدْرِيْ بِالَّذِيْ فِيْ صُدُوْرِهِمْ

..................... قَضَيْتَ -وَرَبِّيْ- العُمْـرَ أبْكَـمَ سَـاهِيَا

فَمَا كُلُّ مَا يَخْفَـى يَصِـحُّ ظُهُـوْرُهُ

....................... وَلا كُلُّ مَـا يَبْـدُوْ ليَصْـلُـحُ خَـافِيَا

إذَا شَـاءَت الأقْـدَارُ أُصْبِحُ ضَاحِكَاً

......................... وإنْ هِيَ شَـاءَتْ صَـيَّرَتْنِـيَ بَاكِيا

تَبَـدَّلَت الـدُّنْيَـا تَـبَـدُّلَ أَهْـلِـهَا

..................... فَصَـارَ مَرِيْرَاً طَعْـمُ مَا كَـانَ حَـالِيَا

فبِالأَمْـسِ غَنَّتْنـِيْ حَمَـامَـةُ أَيْـكَةٍ

...................... وَذا اليَـوْمَ نَـعَّـاقٌ بِـدَرْبِـيْ غُـرَابِيَا

وبِالأَمْـسِ آمَــالٌ تُثِيْـرُ عَزَائِـمِيْ

...................... وَذا اليَـوْمَ يـأْسٌ رَاحَ يُـوْصِـدُ بَـابِيَا

أَيَا رَبِّي لَمْ أَطْلُبْ سِـوَاكَ مَعُـوْنَـةً

....................... وَيَا رَبِّي لَمْ أُسْمِـعْ سِـوَاكَ شَكَـاتِيَا

وَيَـا رَبِّـي أَبْيَـاتِي بِبَـابِكَ رُكَّـعٌ

........................ تُنَاشِـدُكَ الرُّحْمَـا وَتَشْـرَحُ مَا بِيَا

إذَا كَـانَ يَأْسِـيْ قَدْ تَعَـاظَمَ قَـدْرُهُ

........................ فَإِنِّيْ عَلَيْـكَ اليَـوْمَ أُلْقِـيْ رَجَـائِيَا

وَلَيْسَ سِوَى رُحْمَـاكَ وَالعَفْوُ قَادَنِي

....................... لأُلْقِيْ - إلَهِيْ - فِي الخِتَـامِ سُـؤَالِيا

أَيَـا رَبِّي فَارْحَمْنِي فَإِنِّي مُعَـذَّبٌ

...................... وَيَا رَبِّي أَحْسِـنْ فِي الحَيَـاةِ خِتَـامِيَا

أَلا إِنَّ دُنْيَـانَا - إِلَهِي - مَرِيْـرَةٌ

......................... وَقَدْ طَـالَ فِيْهَا - يَا إِلَهِي - بَقَائِيَا

مَلَلْتُ مِن الدُّنْيَـا وَعِفْتُ وِصَـالَهَا

.......................... فَيَا رَبِّي عَجِّـل لِيْ بِيَـوْمِ وَفَـاتِيَا